مع انتشار الترجمات والقواميس الآلية، يستسهل البعض اللجوء إليها للحصول على ترجمة سريعة ومجانية وبضغطة زر واحدة، يفعل البعض ذلك دون إدراك المخاطر الكبيرة وراء هذه العملية والتي قد تتسبب في خسائر مادية بأسعار مضاعفة لما قد تتكلفه الترجمة البشرية المتقنة، كما أن معالجة تلك الأخطاء والآثار الناتجة عنها يستهلك أوقاتا أكثر بكثير من إسنادها إلى شركة ترجمة محترفة.
هذا المثال العملي يؤكد لك أن الاهتمام بجودة الترجمة ليس ترفا ولا يعتبر مضيعة للوقت والمال، فلعلك سمعت أو قرأت عن ذلك الخطأ الفادح الذي وقع في ترجمة فنية بأحد المشروعات الإنشائية، والذي كبد خزينة دولة الكويت ملايين الدولارات بسبب “خطأ في الترجمة”.
وجاء هذا الخطأ في ترجمةٍ فنيةٍ لأحد البنود الخاصة بالمشروعات الإنشائية التي كانت تهدف إلى صمود أساسات المباني والإنشاءات أمام المياه الجوفية، وهو ما كشفت عنه مؤخرًا وزارة الأشغال الكويتية، والتي أجرت دراسة للمواصفات العالمية المتبعة في المشاريع الإنشائية منذ عام 1987 لتكتشف هذا الخطأ بعد ثلاثين عامًا (1).
هذا الخطأ حدث نتيجة الحساب الخاطئ لمنسوب المياه الذي يتم صب الخرسانة استنادًا إليه، بما يجعل المباني أكثر مقاومةً لتململ التربة نتيجة جريان المياه الجوفية، إذ تتطلب تلك الحسابات صب كميات خرسانية كبيرة لا داعي لها. تصحيح هذا الخطأ وفر ملايين الدولارات لخزينة دولة الكويت؛ إذ نجحت الدولة في توفير 7 ملايين دينار كويتي في أول مشروعين فقط يتم تنفيذهما حسب الصيغة المعدلة الصحيحة للمصطلحات الفينة. تُرى كم حجم الملايين الفعلي الذي أُهدر في ثلاثين عامًا؟
وترى كم حجم خسائر الأموال التي تسببت فيها ترجمات خاطئة، لجأت فيها شركات أو أفراد إلى برامج آلية أو شركات غير متخصصة، بحجة توفير دراهم معدودة كلفتهم في النهاية خسائر فادحة..
ستدرك في نهاية الأمر أن “الجودة هي الحل”..
———-
(1) مصدر الخبر : https://bit.ly/2gUHOKF