عطفًا على ما ورد في تدوينة “حراس الثغور” حول ترجمة معنى قول الله تعالى في سورة الأنفال: “تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ”، أستعرض هنا ترجمات محسن خان ويوسف علي ومحمد بكتال ومحمد شاكر وصحيح إنترناشيونال ود. محمد غالي بالترتيب:
– To threaten the enemy of Allah and your enemy.
– To strike terror into (the hearts of) the enemies, of Allah and your enemies.
– Ye may dismay the enemy of Allah and your enemy.
– To frighten thereby the enemy of Allah and your enemy.
– You may terrify the enemy of Allah and your enemy.
– To (spread) awe thereby into (the hearts) of the enemy of Allah and your enemy.
ولا تكتمل الفائدة إلا بالعودة إلى أقوال المفسرين، وبدونها تطيش حروف المترجم فتضرب كيفما اتفق على غير هدى:
– التحرير والتنوير لـ الطاهر بن عاشور: والإرهاب جعل الغير راهبا، أي: خائفا، فإن العدو إذا علم استعداد عدوه لقتاله خافه ولم يجرأ عليه وتجنب إعانة الأعداء عليه، فكان ذلك هناء للمسلمين وأمنا.
– البحر المحيط لـ الأندلسي: أن الكفار إذا علموا بما أعددتم للحرب من القوة ورباط الخيل خوفوا من يليهم من الكفار وأرهبوهم; إذ يُعلمونهم ما أنتم عليه من الإعداد للحرب فيخافون منكم، وإذا كانوا قد أخافوا من يليهم منكم، فهو أشد خوفا لكم.
– تفسير الرازي: إذا علم الكفار كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم، وذلك الخوف يفيد أمورا كثيرة (ذكر بعضها في تفسيره)
– تفاسير القرطبي: تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب.
– تفسير ابن كثير، والجلالين؛ المحلى والسيوطيّ: تخوِّفون به عدو الله وعدوكم من الكفار.
– تفاسير الطبري، والدر المنثور لـ السيوطي، والكشاف للزمخشري، وابن عطية الأندلسي، وابن أبي حاتم: تُخزون به عدو الله وعدوكم (قراءة لابن عباس وعكرمة ومجاهد).
– نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لـ البقاعي: تخوفون تخويفا عظيما باهرا يؤدي إلى الهرب.
– زاد المسير لـ أبي الفرج الجوزي: تخيفون وترعبون به عدو الله وعدوكم، وهم مشركو مكة وكفار العرب.
– تفسير القاسمي: تخوفون بذلك الإعداد عدو الله وهو المثبِت له شريكا المبطل لكلمته، وعدوكم أي: الذي يظهر عداوتك، فتخوفونهم لئلا يحاربوكم باعتقاد القوة في أنفسهم دونكم.
– زهرة التفاسير لـ محمد أبو زهرة: تخيفون وتفزعون وتربون في نفوس أعدائكم المهابة وتلقون في قلوبهم الرهبة.
– في ظلال القرآن لـ سيد قطب: إلقاء الرعب والرهبة في قلوب أعداء الله الذين هم أعداء العصبة المسلمة في الأرض. وهؤلاء ترهبهم قوة الإسلام ولو لم تمتد بالفعل إليهم. والمسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء، وأن يحشدوا ما يستطيعون من أسباب القوة ليكونوا مرهوبين في الأرض; ولتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدين كله لله.
– تفسير البغوي، والبيضاوي، والألوسي: تخوِّفون به.
– فتح القدير للشوكاني: الترهيب = التخويف.
– تفسير الماوردي: الإرهاب = التخويف.
ومن المفيد أيضًا تأمل استخدامات القرآن لمشتقات الفعل “رهب”؛ حيث لم يستخدم الذكر الحكيم مصطلح “الإرهاب” بهذه الصيغة، وإنما أورد مشتقات أخرى من الجذر ذاته في 7 مواضع بمعنى الخوف والفزع (وهي محل النقاش هنا)، فضلا عن المشتقات الأخرى بمعنى الرهبنة والتعبد.
– “وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فآرهبون” (البقرة 40)
– “وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون” (الأعراف 154)
– “واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم” (الأعراف: 116)
– “ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم” (الأنفال: 60)
– “إنما هو إله واحد فإياي فارهبون” (النحل 51)
– “ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين” (الأنبياء: 90)
– “لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله” (الحشر: 13)
وهذه المسألة من فروض الكفاية (كما قال الثعالبي)؛ تأثم الأمة كلها إذا لم يقم بها أحد.