رغم عدم وجود تخصص اسمه “الترجمة الإعلامية” في معظم الجامعات العربية، وبينما لا يظهر هذا التخصص قبل مرحلة الماجستير، إلا أن حضور الترجمة في مجال الإعلام يتزايد يوما بعد آخر، وتتطور هذه المهنة بالتطور الإعلامي كما وكيفا، خاصة مع التنافس الكبير بين وسائل الإعلام المختلفة في وقت تحول فيه الكوكب الأرضي إلى ما يشبه قرية صغيرة.
ولذلك باتت الترجمة تحتل مساحة لا يستهان بها في مهنة الإعلام، حيث تنتقل المواد الإعلامية عبر الكوكب بلغات متعددة على مدار الساعة، عبر وكالات الأنباء والصحف ونشرات الأخبار، التي تهتم جميعها بترجمة ما يجري في أنحاء العالم من أخبار وأحداث أو ترجمة مقالات وتحليلات وحوارات ودراسات.
والحال كذلك، يجد المترجم نفسه قد أقحم في مجال الإعلام، كما يجد الإعلامي نفسه مضطرا لخوض غمار الترجمة، ما يفرض على المترجم دراسة الإعلام، وعلى الإعلامي دراسة اللغات والترجمة، وفي غالب الأحيان تجد ضيق الوقت عائقا أمام الكثيرين يمنعهم من استكمال الدراسة، وهو ما قد يجعل المترجم الإعلامي في موقع لم يؤهل له بشكل كامل، لهذا وذاك نضع هنا أبرز المهارات المطلوب تعلمها وممارستها لتطوير مهنة المترجم الإعلامي، تسهل عليه أداء مهمته بشكل احترافي وتضعه على طريق اكتساب الخبرة في هذا المجال.
إجادة التعامل مع “اللغة الإعلامية”
– تعرف على التعبيرات الصحفية والمصطلحات الإعلامية، وخاصة التي تستخدمها وكالات الأنباء والصحف الأجنبية، واستخدم في كتابتك الأفعال والمصطلحات التي تستخدم عادة في الكتابة الصحفية.
– اللغة الإعلامية لغة محايدة ورسمية وواضحة، وخاصة في الأخبار والتقارير والبحوث والدراسات، التي غالبا ما تبتعد عن الأساليب الأدبية والبلاغية، والتي قد تكون موجودة في المقالات بنسبة وفقا للغة الكاتب.
– اللغة الإعلامية المكتوبة في الصحف والمسموعة في الإذاعة تحتاج للاهتمام بالوصف، أما لغة الكتابة للتلفزيون تحتاج للتركيز على مهارات الكتابة للصورة والتركيز على نقل المعاني.
– التعرف على الأبعاد الثقافية والسياسية والاجتماعية في البلد والقطاع الذي يعمل به المترجم الإعلامي، والتعرف على خفايا اللعب بالكلمات والمصطلحات، فالإعلام ليس محايداً دائما، وقد يستخدم ألفاظاً ومصطلحات لتمرير أجندات سياسية وثقافية واجتماعية معينة.
– معرفة السياسة التحريرية والسياسات العامة للمؤسسة الإعلامية التي يعمل بها، فالواقع يقول إن المترجم ليس حرا تماما في عمله وكتابته، مثله مثل الإعلامي مقيد بمنظومة المؤسسة التي يعمل بها والجهة التي تمولها، فالإعلام ليس محايدا بنسبة كبيرة، وهذه هي الحقيقة المرة.
– السرعة في التعامل مع المواد الإعلامية، أي مراعاة الوقت وإعطائه أهمية كبيرة، فترجمة الأخبار والتقارير لا يمكنها الانتظار كثيرا قبل أن تتحول إلى أخبار قديمة، فعلى المترجم دائماً أخذ عامل الوقت في الحسبان، كما عليه أيضا مراعاة المساحة المتاحة لنشر كلماته أو الوقت المخصص لبثها وإذاعتها.
– مطلوب من المترجم الإعلامي أن يحدث لغته الصحفية باستمرار، فهي لغة سريعة التطور وخاصة مع انتشار ما يسمى بالإعلام الجديد.
– تعرف على مصطلحات واختصارات الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية، واذكرها في ترجمتك بشكلها المختصر، ثم ترجم ماذا تعني.
– في النهاية لا يجب الاكتفاء بتطوير مهارات الترجمة فقط في مجال “الترجمة الإعلامية” ، والمطلوب هو تخطي الأقسام، واستكمال النقص في الجانب الآخر، وهذا يتأتى بالخبرة وطول الممارسة.